إنها الجنّة التّي لم أصلي لأجلها

وجدتني متقلبًا كما أي أبناء آدَم على هذه الأرض، لم أكُن في النعيم ولكن لم أمسس بعد الجحيم
كانت الحياة الطبيعة التي يدعونها . .  تلك الحياة التي تمرّ بـكافة التقلبات
ظهرَت لي مكتسيًا البياض تعلوك هالة البيان، ما طرأ بي خطب الشكوك وبجّلتك كـملَاك
والملائكة لا تُهدي الضلال، إن لم يوصلوك إلى الجنّة فحتمًا لن يتيهوا الطريق نحو الظلام
فتحت بؤرة أُذناي صاغيًا لوحيك وبدا في غاية الوقار  . . علمٌ وهُدى وسلام
كلّ ما تقوله كان التعبير اللفظي عن شعور أبكَم بـداخلي .. شعور لم يُدوّن بعد بلا بُرهان
قبلتك كما أنت تمامًا، لم أُمعِن النظر بك لا لم أُلقي عليك حُكم أم حُكمان
ولعلّ نورك فائضٌ فـما تسنّى لي الإمعان . . ولكن لماذا لم تبذل مجهود أكبر في إخفاء قرنا الشيطان؟


إن كُنت أتيتني تدلني جنّتك من تُكثر الحديث عنها، فـمَن أخبرك أنني أستيقظ مساءً مُصليًا وأبكي خشيةً لأنالها؟
لم أُوتر ركعة واحدة، ما بالك تُهديني إيّاها دون أي مُقابل؟
دعك من السُنن الرواتب، أنا لم لم أؤدي فرضًا واحدًا حتّى لأنال جنّتك . . أوكيف الحساب عندك؟
قد يرغب الجميع في المكوث هُناك، ولكن سئمت من التظاهر أني سعيد بـتواجدي
وإن كان ما تقدمه لي هي الجنة، فـهي الجنة التي لم أصلّي من أجلها أبدا
ولأفضّل الجحيم عند غيرك على أن أُوهم نفسي بأني في قمّة النعيم.



*ملاحظة: التدوينة لا علاقة لها بالجنّة الفعلية ولا الله ولا حتّى العقائد الدينية
هي مُجرد تشبيهات لأشخاص يظهرون في حياتنا مُتظاهرين أنهم قادرين على إهدائنا السعادة متى البؤس هو النُقطة الأخيرة في جِنانهم.