الأحد، 30 يوليو 2017

مفخرة عقلية

 
"متى أصبح جسدي مُعسكَر لجيش الكرامة هذا؟"

هذا السؤال الذي نتقاتل عليه يوميًا أنا وعصبُ عقلي وعضلة القلب تلك
فـنتحالف أنا وعقلي ضدّ القلب الهشّ ونخدعه سريعًا ليخرج خاسرًا من الحرب سريعًا
وأبقى في مواجهة تدوم لساعات في حساباتي بينما يظلّ عقلي يحسبها سنوات
يعمل بهذه الطريقة يوميًا ليُنهكني ويخرجني خاسرًا من الحرب . . يعلَم أنه الجزء العلوي من جسدي
ذاك ما نسميه القائد، ولكن أراه أنا جُندي مُشاة في الصفوف الأولى . . ذلك من يموت أولًا في الحرب
لكنه لا يموت! أسئلته لا تموت! كبريائه لا يموت! حربه تزداد ضراوة مع مُضي كل دقيقة
وهو يحسبها شهر . . وإن تسنّى له لجعلها تبدو قرنًا
نحن نخوض هُدنة كلما آوينا للنوم، ولو أنّه يدبّر لي تلك الكوابيس المُزعجة حتّى في الهُدن
يذكرني بأحد أولئك القادة الذين يخلفون بـوعودهم سريعًا، أولئك من يصنعون الهُدن ليضمنوا النصر بعد السلام
أنا لا أتحدّث عن حرب غزوات هُنا، أنا فقط أُحاكي حرب العقول مع مُحتويها
ألا يستنكِر عقلكم في بعض الأحيان مُسلّمات واضحة ولا شكّ فيها؟
قاصدُا بذلك جعلكم محلًّا للشك بـكونكم مُختلون عقليًا
فـبصراحة كثيرًا ما يستنكر ذهني بعض النظريات العلمية، وفي حين غفلة منّي يجعلني أتسائل
"ولمَ عليّ الإيمان بنظرية شخص ليس بـمثالي؟ لابدّ أن هُنالك خطأ ما فيها"
هذا التعالي بالذات هو ما يُعجِّل بـهلاكي الحسّي
لأن كرامة عقلي لا تسمح بـقبول نظريات من خارج مُحيطها
تريد أن تُولد هي الفكرة وهي من تربيها . . ولهذا يصعب عليّ تقبّل الأفكار الخارجية
أعلم، أنا اتحدّث عن جانب من الحرب كان ينبغي أن أبقيه بيني وبين عقلي
فهذا النوع من الأمور لا ينبغي طرحه على العامّة، لأن العامّة أصبحوا مُجرد إقتراحات قد لا يعمل بها عقلي
وأنا لستُ هنا لأحصل على استشارة نفسية من أحدهم أو فحص لجزئيات عقلي المُختلّ
فقط أخبروني أنكُم تُعانون المشكلة ذاتها معي، تُعانون كافّة أنواع الحروب العقلية
متى يرفض عقلك تقبّل حقيقة أنه بـقيود، ومتى يجعل الأمر تحت مسؤولية المشاعر الشخصية لو غلبك النقاش أحدهم
ومتى يرى أن بعض الفرضيات الكاملة التي أُصبحت مُثبتة حاليًا أنها بـحاجة لإعادة الدراسة
متى تفقد الإلهام كما في حالتي أنا لتكتب ويصرّ عليك إمّا تواصل الكتابة أو تعترف بـحماقتك
متى تُصبح قليل الإعتراف بـمجهود غيرك ما لَم تتخطّاه، فأي كرامة عقلية هذه؟
وعلى أي ميعاد ستنتهي الحرب الأهلية؟ ولأي ملك سيخضَع بقية الشعب
أنا أم هذا العقل المُعقّد الذي يجعل كل بسيط مُكبّل بـتفاصيل عتيّة؟



* التدوينة شخصية وكتبتها لأنني فعلًا أخوض حرب مع عقلي في الآونة الأخيرة
بدأت أشعر أنني أصبح أغبى عن ذي قبل ولم يرحمني ابدًا!
خصوصًا أنني كثير الكلام بيني وبين نفسي *بالأحرى عقلي* لذلك أضع تساؤل وأُجيب بطريقة تزيد الأمور تعقيدًا
وهل تُعانون من المفخرة العقلية هذه؟

هناك 5 تعليقات:

  1. مرحباً صديقي' يالها من تدوينة عميقة' شعرتُ و كأنك تأخذُ شيئاً مُبعثراً من قلبي و تكتبُه هنا لكي يُعبر عن معاناتي الحقيقية!' نعم و للأسف فأنا أُشاركك ذات المُشكلة' و لأن هذا العقل ذاك المُفكر الصامت في ثنايا جسدي يستحوذني دون شعور أو مقاومة' إلا أنني حقيقة أخذ جانبُه في كثير من المرات' لأنه يُجردني من التبعية و الإنغماس وسط صور تقليدية و دوائر نمطية وضعها مُجتمعي البائس' في كُل مرة تزل قدامي عن الطريق!' يستجيب و يحلل و يُفكر نيابةً عن روحي لـيأخذُ بيدي نحو نورٌ مُشع وسط هذا الظلام الذي يلُفني' لا بأس و إن كان يقسو علّي في كثيرٍ من الأحيان' فضلتُ السلام على مُقاومته!' لأنني في كُل مرة أُقاتله!' أخسر خسارة فادحة و أتعثر بخطوات لا تقبلُ النهوض بعدها' أتذكرُ بأنني السنة الفارطة قد كتبت مقالاً عن منظومة العقل و القلب و كيف تستطيع المُوازنة بينهما' و تحدثتُ عن نُقاط القوى و الضعف و الشعورُ بالحيرة حينما نكون في موقف يستوجب القرار الحاسم فنُصبح تائهين بينهما' و بالتأكيد ذلك المقال استندت فيه على بحث مُطول عن العقل و القلب' و وصلت لنتيجة واحدة هي أن العقل و القلب منظومة واحدة يعملان معاً لـتوازن الفرد في حياته' و أنهما وجهان لعُملة واحدة هي روح الأنسان!' إن ما يفكر فينا ليست عقولنا و إنما قلوبنا التي وجدت فيها صِفة التعقل!' لذا نجدُ أن أغلب آيات القُرآن تُخاطب القلب عوضاً عن العقل!' كيف تجدُ هذا الأمر؟ أتمنى أن تُعطيني وجهة نظر عن ذلك' أحظى بمساء رائع و كُن بخير يا صديقي..

    ردحذف
  2. و أيضاً أنت سألت ما إذا كان للأنماط يد قوية في كثيرة التفكير! نعم إن ذلك صحيح نمطُ الشخصية يتحدث عن ما يُقارب ٨٠٪‏ من شخصية الفرد و دواخله التي لا يستطيع شخصٌ آخر معرفتها' و أيضاً الأبراج تصفُ العديد من سمات الشخص و بإمكانك القراءة عن بُرجك بدراسات موثقة علمياً و حسب خبرتي البسيطة و إطلاعي في مجال الأنماط و الأبراج فأنا أؤكد لك بأن ذلك يُطابق شخصيتك الحقيقة كونك من نمط Intp و برج الأسد' حقاً لديك شخصية مُميزة و إستثنائية..

    ردحذف
  3. انا ايضا اعاني بشده من ماتسميه المفخره العلقيه لكن في فتره يأتيني اسوء من اي شيء وايضا يكون راكدا لمده طويله من الزمن احيانا اضجر منها وارغب بالبكاء لا استطيع تحملها ابدا ولكنها الان في ركود اعانك الله ياصديقي

    ردحذف
  4. أعتقدُ أنك ستكتشفُ الأجابة عند أعلان المُنتصر بمعركتك، كُن قائداً لا جُندياً هذا ما بإمكاني قولهُ ك موآساة لعقلك الحائر، أتمنى أن تكونّ المُنتصر بهذه المعركة الضارية ..

    ردحذف
  5. اااه كما قلت المفخرة العقلية تلك ازدادت معي هذي العادة وكبرت معي حتى فكرت أنني ربما جننت فأنا أفرض نظريات وأقرأ امور بأدلتها و انفيها أو أحللها أنغمس في أعماقي وتبدأ الافكار في التصادم لكي تقنع نفسها بأنها الاصح ولكن ما من نتيجة فقط لأن عقلي لا يتقبلها ولم ولن يقتنع بها .
    هل يا ترى هذه العادة تدمرني؟ أبحث كثيرا عن اجابة ٠لما اعانية فأصبت اتحدث واخوض نقاشات مع عقلي أكثر من البشر وكأن حياتي أصبحت في هذا الدماغ أستمتع معه وأحزن معه ولكن أخيرا وجدت من يعاني مثل ما أعانيه فالآن أشعر أنني بخير لست الوحيدة التي تخوض هذا الجنون والذي ربما يؤدي الى الغباء ! ربما لانني تعايشت مع عقلي و أدركت ان عقلي و تفكيري هو من يفهمني و يرضيني هو ما اريد ان اصل له وأفهمه أكثر من أي شيء آخر .

    ردحذف