السبت، 13 مايو 2017

قضاء كوني

حين يرتكب المُذنب جريمة نحنُ نُنادي باسم العدالة، العدالة البشرية التي لم تصل لكماليتها بعد ولن تصل
نتّجه لـمكتب تحقيق شهير عُرفَ العاملين فيه بأنهم بارعون في تقصّي الجريمة
يُعرف  المُجرم بـالتمعّن في مشهد الجريمة فـكل ما هو محصور داخل تلك الدائرة يُشير إليه
في الحقيقة أن الكاشِف الأول والأخير هو الجماد الهادئ حوله، من لا يحمل جهاز التعرّف على البصمات
ولا كاميرات مُراقبة تدلّه على الداخل والخارج في تلك الأثناء
هذا الجماد دقيق للغاية ليخبرك كيف عثى ذلك المُجرم وبأي اتجاه وفي أي دقيقة
اولئك المُحققون لاحقًا هم فقط يتذاكون على غيرهم مع أنّ كل شيء قد سُجّل مُسبقًا
أعني أن الجريمة تقع ليلًا والليل وإن كان ساترًا لكنه يدلّ على تواجد قبح فـيتوالى بعده النهار وتظهر الشمس وتكشف الحقيقة
من ينامون ليلًا ويستيقظون في النهار الباكِر ويعبرون دون علمٍ منهم ثمّ يصرخون "جُثّة!" يظنون أنهم أول الشهود
كان قد شهدَ من قبلهم ذاك النظام الكوني .. أنا جادّ في كلامي
تخيّل أنه طيلة الليل كل عابِر لم ينَم سيرى سائل ما فـيظنّ أنه مُجرد ماء جارٍ أو شيء كان قد كُبّ
لن يتعرّف عليه ما إن كان دماء أو حِمض حتّى يتعنّى أن يتحقق من ذلك . .وصدقني، قلّة من يفعل ذلك
لهذا أقول لكَ أن تعاقب الليل والنهار هُما ما يكشفان كل خفّية
بعد ذلك يأتِ دور المُجسمّات الصغيرة الكونية التي بـطبيعتها لا تفقد الشيء كلّه
أعني أن ذلك الرداء القطني يحوي الدماء حتّى وإن مُسحَت من على الأرض، وهكذا المُحقق العبقري يجِد ضالته في التحقيق
تصوّر إن كانت الأشياء من حولنا تفقد خواصّها سريعًا، هل سيتسنّى لهم أن يتوصلوا لـشيء؟
نحنُ نعمل كـكماليات لـكل قضية في هذه الأرض، لم يسبق وأن كُنّا رأس الشيء
مع ذلك ننسب كل شيء لنا حتى وإن تخلّصنا من الرأس
فلا بأس أن نمشي بـجسد مُتخبّط لا سبيل له . . نحن نُريد أن نكون مركز الشيء
لهذا القضاء الكوني سُلبَت منه نعمة النطق التي وبطريقة ما أصبحت نقمة لدينا وما زلنا فرِحون بها
أنتَ ترتكِب الجرائم والكون سيُحدّد ما أن يُفتضَح أمرُك وتحفظ رأسك أو يجعل منك مسرح جريمة يشاهدك الجميع.

الجمعة، 12 مايو 2017

دجالًا أعور بـعينين

مرّت فترة طويلة على زواجهما وما مِن صوت طفلٍ باكي يملئ المنزل
ظنّوا من هم بالجِوار أن أحدهما عقيم ولكن رفقًا بالجار لم يهمسا بالأمر حتّى
مضَت سنتين وبانَت مؤشرات الحمل عليها واؤكدت تلك المؤشرات سريعًا بـحملها
باتَت الفرحة على جميعهم بل وأن كل من في الحيّ شعرَ أن الجنين طفله
في تلك الأثناء تناقلوا مازحين: "لقد تأخرت كثيرًا قبل أن تُرزق بحملها، لعلّ ابنها تأخّر لأنه سيخرج بأربعة أعين أو بدماغين"