الجمعة، 12 مايو 2017

دجالًا أعور بـعينين

مرّت فترة طويلة على زواجهما وما مِن صوت طفلٍ باكي يملئ المنزل
ظنّوا من هم بالجِوار أن أحدهما عقيم ولكن رفقًا بالجار لم يهمسا بالأمر حتّى
مضَت سنتين وبانَت مؤشرات الحمل عليها واؤكدت تلك المؤشرات سريعًا بـحملها
باتَت الفرحة على جميعهم بل وأن كل من في الحيّ شعرَ أن الجنين طفله
في تلك الأثناء تناقلوا مازحين: "لقد تأخرت كثيرًا قبل أن تُرزق بحملها، لعلّ ابنها تأخّر لأنه سيخرج بأربعة أعين أو بدماغين"

كان الأمر حتّى وقتهم ذاك مُزحة حتّى قالت فليتة لسان "ماذا لو خرجَ بعينٍ واحدة؟"
نظروا إليها بأعينهم الاثنتين بأمر أن تُغلق ذاك الفم الباعِث للفال السيء
فمَن يريد طفل بـعينٍ واحدة؟ أدجّال أعور يُولد البشر؟
اكتملت شهوره التسعة وما مِن ضرر لحقَ بالأمّ ولا أهل الحيّ متأذين
أنجبَت طفل لا بأربعة عيون لا بـعينٍ واحدة .. طفل كـبقية الأطفال
وأجل، لم يكُن بـدماغين ولكن طبيعي وفي أفضل حالٍ مُمكن
ربى الطفل على رعاية والديه .. وأي رعاية تلك؟
تلك الرعاية هي التربية التي جعلَت منه دجالًا أعور حين كبر
نحن لا نخشى ذو العين الواحدة ونستوقي الفتنة منه
نحنُ نخشى ذو العينين البصيرتين الذي يعبث بـناظريه كل ما يراه
من يمتدّ بصره على أبعد مدى . .من لا يحدّ ظاهره إلّا السماء
من يتربّص بالطير وما في بطن البحر والزاحف ولا عزاء لمَن يمشي
من يعبث بـكلّ خلق وكلّ نفس
من بـعقلٍ واحد حاكَ لأدهى الخُطط شناعة وتدميرا
فـكيف عسانا نخشى ذو العين الواحدة متى العالم حولنا يعجّ بمَن لهم عينين؟

هناك تعليق واحد:

  1. هذه اللحظة التي ترفع فيها الأمنيات محملةً بهمسات صارخة : ألا ليتها باتت عقيما .
    ويا للأسف بات أحوج بنا أن نخشا ذو العينين بدل ذو العين الواحدة فلا هو الوحيد ولا الأوحد ولا هو من نستعيذ منه خمساً في نهاية كل صلاة ! أتسأل حقاً أتراها تلك التربية المحففة بالتملق هي السبب في تفشي هؤلاء الدجاليين بيننا ؟ أم هم أولئك أصدقاء السوء اللذين تلقى على عواتقهم كل أخطاء "الآدميين" ؟ أم هو شيطانٌ بحاله ولا دخل لأي عوامل أخرى بتكوينه ؟ فقط شيطانٌ إنسي نغفل عن الإستعاذة منه كل صباح .

    ردحذف