الاثنين، 14 نوفمبر 2016

لم نكُن الخيار الأول

تُقرّر أنّكَ الخيار الأول متى تُصطفى عليها، متّى تُغمّد روحك بـرغدها وتكون أكرم الخلق وأكثرهم تفضيلا
أتعلَم أنك وبـطريقة ما تتعدّى على مَن يُكرمك؟ من رحّب بِك وقبلَ بـأفكارك الغير سويّة 
من لم يضمَن حقّه بـأن تكون العدوّ الأول، من يسترسل في سوء شرَ افعاله المُهينة عليها؟
وُجدت نقية طبيعية لإمتاع بصرِك بـكلّ حُلّة بهيّة، وبعدما امتلأت عينيك شرعت في أعمال كنت قد أسميتها تطويرية؟
حرثٌ وصناعة ومُبيدات حشرية. . عنَت لكَ التقدّم وهي ظلّت تنوح على ما جُرَّت إليه دون خطية

أُوجدَت لتعميرك ونموّ جسدك الهزيل، وأُوجدت أنت لتكون فوقها طاغيًا مستبدًا عتيّا!
جعلت من خضرتها لونًا أشبه بالعدَم .. ووصفته بالشفّاف الزهيّا
أتسيّر الأمور كيفما تشاء، متى صابت معك سعدت ومتى اخطأت أبدوتها أكثر صوبا؟
حين أخبروكَ أنكَّ مُجرّد من الإنسانية، أخبرتهم أنكَ عليها حفيظا؟
تشيد البُنيان لعلَ طفيليات من كوكب آخر تلحظها وتسري بـشعرٍ جاهلي سخيَا؟
وحين تشحب بشرتها وينعدم الصفوّ على ملامحها تقول عنها عجوزًا جهشت بالبكاء كما لو أنها سبيّة؟
وتُخطّط بـعقلك الدامغ كيف عساي أسري لذلك الكوكب الوليد من ما زالَ بالحُسن ثريّا
أما تعلَم أنك جاعلٌ له ولغيره شقًّأ يُسرّب كل ما كان للجمال رويًا؟


أنت لم تكُن الخيار الأول ولا حتّى في القوائم الأولى . . لم تُوجد لـعبث يديك
لا لرفاعة ذقنيك حين تستلِم جائزة تظنّها رافعةً من شأنك
أنتَ مُجرّد شخص يشيد باسم الوطن متى اوطانك عديدة، ولو كانت في ثُقب أسود
لم تلتفت قطّ لجذور ما حوته . . قطعتها وقلت أنها قويّة متمكنة وستُعاود الدوران ولو توقّفت
تنبّأت بـمستقبل مرير بعد ذلك لأحفاد لن يذكروا اسمكَ حتّى وقلت أنها ستطرد كلّ من كان على وجهها؟
ستُحصر المحاصيل وسيموت البشر أجمع وكل هذا لعدم مقدرتها؟
أليست يديك ورجليك من كانت أعلاها تتسارَع نحو كميّة من العلم مجهولة
ودمّرت كل مصدر ابتسامة لها . .وحتّى امطارها لم تعُد بكاءً
وما زلت تجرؤ على تلقيبها بالطاردة؟ كيفَ ذلك متى تجوب الفضاء باحثًا عن أرض آخرى
كما زوج لم يكتفي بمصونته الأولى بعد أن أثراها عشقًا ووعودًا في فترة ما قبل الزواج
ألم يعِد والدك بـالإبقاء عليها. . كيف تُراك تُوفِّ وعد والدك وأنت بهذا التفكير سائِر؟
وسعوت لـحنينٍ منها حين ضاقت عليك؟ حين تُدفن في احشائها خلتها ستكون الأمّ الحنون؟
ابدًا! أتعلَم لمَ شُرع لنا الدعاء والإستجارة متى تغطّينا بالتراب؟
لأنها وبشكل ما قد تنتزع حقّ قد سلبته أنت متى كنت تعتليها . . والآن أنت دانيها ولا يعلم سوى ربّك ما هي فاعلةٌ بك وما أنت فيه قعيد.
وحتّى وأنت أسفلها وقد اكتفَت حواسّك من اتباعك . . إلّا أنك أبقيت سواعدًا منك تدبّر لخرابها
لأمدٍ طويل . .وبعد ذلك نقول عنها غير قابلة للعيش وهيّا بنا لمحطّة آخرى طيّبة قد ترحّب
بأفكارنا الواعدة . .فطبّق أفكارك ولا تتوقع أن تعتلي خياراتها كـنتائج من نظرياتك المُقعّدة
فـأنتَ عمومًا في أدنى قوائمها إلى أدنى معالمها إلى باطنها.

هناك تعليقان (2):

  1. احببت روايتك اكثر من خواطرك كمل .

    ردحذف
  2. عند قرائتي لكلماتك خطر ببالي مقطع قد رأيته مسبقاً , حول اختفاء البشرية وكيف تسترد الأرض عافيتها بعدنا من كل عبثنا وسمومنا .
    "عمارة الأرض" يفترض بأنه أحد أسباب خلقنا بعد عبادة الله , تراها لو نطقت ماذا ستقول ؟
    لم يتوقف الضرر على الجبال الشاخصة ولا المروج الخضراء , قتلنا أنفسنا بقتلنا للحياة بها , ولكن " محد حولك" .
    مقالة لمست شيئاً " في خاطري " .
    BM.

    ردحذف