عودة بالطريقة الالف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنتُ قد غبت يومين عن التدوين، والان أعود للكتابة

ولكن الامر لا يخصّ عودتي أنا .. بل عودة امور غابت عنّا ونتفكّر ما إن كنّا نترقّب عودتها

جميعنا لدينا فقيد، أعني جميعنا يترقّب عودة امر ما وبشدّة

طبعًا دون الموتى الذين هبّت ارواحهم، نحنُ ننتظر شيئًا ما 

غالبًا ننتظرها كي تؤكّد لنا في الإعادة أننا لسنا بحاجة إليها .. نعم، أعي كلامي تمامًا

نحنُ البشر نرغب في امتلاك الامور فقط لنتأكّد من أننا لسنا مضطرين لإمتلاكها

لن نفقد بصرنا أو سمعنا أو حتّى حواسنا السادسة إن لم نمتلك ما نرجو عودتها

ودائمًا الامور التي نتحرّى عودتها، داهمتنا في لحظة عابرة وأردنا اشباع فضولنا عنها

لكنّها أصرّت على ميعاد آخر . . ميعاد كي تكشف فيه كل الأحداث الغامضة وتجعلنا نراها في غاية البداهة

تزرع الثقة بداخلنا أنها لم تكُن تلك الامور التي احترقنا ونحنُ ننتظرها، كانت بديهية ومتواجدة في كل مرعى

تصوّرنا أنها في غاية التميّز، وتستحق كل الترقّب . . لا، بل نصنع من أنفسنا ساعات تدور حول نفسها دون نهاية لأجلها

لنكتشف في نهاية الامر أن الوقت فات ولكن في نفس الثانية .. أي كأننا لم نُحرز أي تقّدم

لإننا انتظرنا امر بشغف .. ولكنه اشغف كافّة توقعاتنا

لربما لأنه بدا في غاية الروعة أول مرة .. وثاني مرة والثالثة والرابعة . . ولكن عادَ مُنهكًا في المرةِ الألف

لا يُخوّل لنا القول أنه كان مصطنعًا، ولكن لربما كان رائعًا حتّى تطلّبنا المزيد

أردنا أن يعود في كل مرّة مع طلّة ساحرة . . بـذكرى مُشتعلة لا تطفئها أشدّ الامطار غزارة

ولكن المرة الالف صعقَت فيها السماء بـريحٍ باردة واطفئتها . . بل حتّى جعلتها تفوح دخانًا يكتمنا

لذلك، أيًا كان الامر الذي يُغادر . . انتظره ولكن دعه يرحل مع مظلّة

فلا تتوقع منه أن يعود بشعلة تدفئك مالَم تحميه من عاصفة في آخر الطريق.