الجمعة، 29 يونيو 2018

لُغز المجموعة الشمسية

مرتحلًا بين الأراضي الواسعة، ذاك المُغامر كأيّ مُغامر آخر ضلّ طريقه في غابةٍ ما
وسط تلك الغابة الفسيحة لا يُوجَد سوى أشجار مُعمّرة تُغطّي السماء لتحجب عنك تتبّع النجوم
وكـعادة بدايات أبطالنا في القِصَص والحكايا سيكون هُنالك منزل مهجور يأويه في ليلته تلك .. وسيكون ذلك المنزل الصغير أول ما تحطّ عينيه عليه
بدأ يُسابق في خطواته للمنزل سرعة الأصوات المُخيفة الصادرة من تلك الغابة، سواءً كان مصدرها حيوان مُفترس أو شبح
لا أحد يهتمّ، فـكلاهما سيلحقان الضرر به وعليه أن يلجأ لأول حائط أمان أمامه
بعد أن دخَل للمنزل تفاجأ بــكبرِ المنزل وتبادر لذهنه أن ثمّة ساحرة تقطُن هنا مستنكرًا  صغر المنزل من الخارج، فـفي منازل الغابات لا يُمكننا وصفها أي وصف طبيعي لأنّ هذا يجعَل الغابة أكثر رتابة ولا يُميّزها عن غيرها
بـداخل هذا المنزل يُوجَد تسعة أبواب، وجميعها مُغلقة كما توقعت قبل أن تُواصل القراءة
في نهاية الممرّ يُوجَد سلسلة مفاتيح مُتّصلة معًا تتشابه في الحجم والشكل . . عددها ما بين الأربعين إلى الستين مفتاح
نظرًا لتشابهها الكبير قد لا يفلَح في فتح أحد الأبواب إلّا بعد مُحاولات عديدة . . أي أنّها قد تستغرق الليل بطوله كي يتوصّل للباب الصحيح مع المفتاح المُناسب
قبل أن يُباشر في التجربة تردّد ما بين أن يقوم بالتخمينات المُتتابعة بحيث يختبر كلّ المفاتيح على جميع الأبواب أو أن يختار بشكلٍ عشوائي وهذا يعتمِد على الحظّ أكثر
حدس مغامرنا قاده لأن يختار الباب رقم سبعة والمفتاح رقم إثنين من بداية السلسلة
وبشكل مُفاجئ عليه ومُتوقَّع لدينا كان ذلك المفتاح الصحيح الذي وجد مدخله الأنسب
بعد دخوله للغرفة مُباشرةً وجَد أن مساحة الغرفة أضعاف المنزل بمرّات عديدة . . وهُنالك تعيّن عليه أن يخوض إختبار
كان مرسوم على اللائحة بالداخل مُخطط لكواكب المجموعة الشمسية وهي تدور حول الشمس
وبالأسفل مكتوب "الشمس ثابتة ولكنّها تشرق هُنا وتغرب هُناك"
وثمّة باب في أقصى اليمين وآخر في أقصى اليسار . . وكأنهما طرفي الشروق والغروب
وهو آملًا في تعويذة ما اختار أن يدخل من الباب في أقصى اليمين لعلّ الشمس تشرق هناك
بعد دخوله وجدَ غُرفة مُزيّنة بـمصابيح تُعدّ كـسبعة، حال النظر عليها تُميّزها كـمجموعة الدبّ الأكبر
وهنا توقّع أنّه اختار وجهة الغروب طالما أنّ النجوم تتواجَد هُنا، أو ما يشبهها
وكـساعي للشروق لا الغروب اختار العودة ليتوجّه نحو الباب في الشقّ الآخر، لعلّه يجد شمسه هُناك
وما إن فتح باب العودة حتّى رأى أنّ ما يُساق إليه ليس إلّا الصورة العكسية للطريق
حيث أنّ البابين الآن يُقابلانه من الأمام ولا يُوجَد خلفه سوى باب مُوصَد
وتيقَّن هُنا أن عليه فكّ الشفرة ليخرُج من هذا المنزل المسحور أو كما يزعَم
وكـالمتوقَّع، هذه المرة سيختار الباب في أقصى اليمين كذلك لأنّه المُقابل لأقصى اليسار  عكسيًا
مُتوجهًا إلى هُناك وبعد أن فتحَ الباب وجَد الغرفة ذاتها مسبقًا ..  غرفة مزيّنة بـمصابيح كـالنجوم
خرجَ من تُلك الغرفة مُجدًدا وتغيَّر الترتيب من جديد، وهُنا بالطبع سيتوجّه للباب أقصى اليسار
بعد دخوله لم يجِد إلّا ما واجه من قبل . . مصابيح الدبّ الأكبر
الآن أطرح هذا اللغز عليكم، ماذا ينبغي أن يفعَل مُغامرنا ليعود لنقطة البداية؟
حيث يعود لغرفة لائحة المجموعة الشمسية ثُمّ لممر الأبواب التسعة



هناك 12 تعليقًا:

  1. مبدع في سردك كالعاده و لكني لم أجد اجابة لهذا اللغز لأني طرت في خيالي الى هذا المنزل واصبحت عالقة معه لا أعرف كيفية الخروج .

    ردحذف
    الردود
    1. أولًا شكرًا على الإطراء، الأمر الآخر أنني بنفسي أنتظر إجابة معكم أفضل من الإجابة لديّ
      إجابتك هذه "كونك عالقة" بحدّ ذاتها أفضل من الفكرة بذهني
      شكرًا للطفك

      حذف
  2. أممم صعبة تفسير كلمات الفصحى لوحدها لغز بالنسبة لي 🙂 بس انا فكرت بحل .. لما يطلع من الباب وينعكس الترتيب يرجع لنفس الباب اللي طلع منه 😆

    ردحذف
  3. مبدعععععع 👏👏👏👏👏👏👏💙💙

    ردحذف
  4. صعب شوي
    بس ليش مايجرب يكسر المصابيح؟ او حتى يغير في اماكنها؟
    لعل المصابيح مرتبطة بلائحة المجموعة الشمسية كونها ايضا تشبه النجوم
    اكيد في شي بالغرفة نفسها

    ردحذف
  5. اللائحة غير متفقه مع الأبواب كلها
    فقط اعطت حقيقة ان هناك باب واحد صحيح
    عندما اشارت "الشمس ثابته " وهي حقيقه معروفه
    بالتالي جميع الأبواب مجهولة ما عدا باب واحد
    ، ولكل باب بعد اخر لذلك عند إختياره العشوائي تعارك الزمن مع المكان لذلك دخل الى "مالا نهاية " وكما شهد تكرار الاشياء وانعكاسها هي مجرد تناسخ ولكن لكل غرفة نهاية مختلفة تعتمد على جاذبيتها للباب الصحيح وشفرة تأخذه لنهاية مختلفة

    ردحذف
  6. يعجبني الكاتب حينما يكتب و كأنه يتحدث معنا - نحن القراء - ����

    جميلةٌ قصتك - أو ربما لغزك - لكنني أظن أن البطل لن يستطيع الخروج من تلك الغرفة لأن الباب في أقصى اليمين يُفضي إلى الباب في أقصى اليسار .. فيبدو و كأنه في حلقة مفرغة ..
    هذا ما تبادر إلى ذهني .. و بالتوفيق لك دائماً ��

    powerfull_soul

    ردحذف
  7. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
    الردود
    1. واوو 👏👏 ما شاء الله تبارك الله

      حذف
  8. أشتقت لكتاباتك و فقدتك كثير في التويتر يارب تكون فترة وتعدي واتمنى تزيد من تدويناتك هنا تعوضني عن النقص

    ردحذف
  9. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  10. إبراهيم أين أنت أحتاج الى كتاباتك التي تفسر هذا الفراغ و الضياع الداخلي أريد أن اشعر بأني ضائعة في كلماتك لأنسى أني ضائعة في نفسي

    ردحذف